فالفرد الذي يعاني حالة من الاضطرابات النفسية الحادة يعيشها في حالة من العزلة فإن الطريقة الوحيدة لبقائه (الاكتئابُ يمكن أن يكون مرضًا قاتلا) هو أن يُعبِّر عن نفسه عن طريق المرض. إنها صرخة قوية، وطلبٌ للنجدة، ومحاولة لإيجاد آذان صاغية! فإذا لم يُصغ الطبيب أو الأقارب لمرضه النفسي هذا فسوف يستقرّ في نفسه سوءُ فهْمٍ دائم وخبيث بين المريض والطب. فالدراما التي تجري أحداثُها تحت أنظار الجميع تكمُن في الفارق الفاصل بين رغبة المريض في أن يجد مَن يُصغي إليه، بواسطة لغة المرض، وبين الرغبة في أن يجد شفاءً، أي الرغبة في الصمت.